بلدي نيوز - راني جابر (المحلل العسكري لموقع بلدي نيوز)
خلال خمس سنوات من حربه ضد الشعب، اعتبرت البراميل أحد الأسلحة المفضلة لنظام الأسد في قصف المناطق السكنية لتهجير سكانها، فهي رخيصة وسهلة التصنيع وتخدم الغرض الذي صنعت لأجله تماماً.
إضافة للبراميل المصنعة محلياً يميل النظام بكثرة لاستخدام القنابل العنقودية مختلفة الأنواع سواء المتفجرة أو الحارقة، فهي تعوض عن انخفاض دقة القنابل الغير موجهة العائدة تصميماتها لخمسينيات القرن الماضي عبر الانتشار على مساحة واسعة.
وبسبب رغبته بالحصول على فائدة السلاحين في سلاح واحد، بدأت قوات الأسد مؤخراً باستخدام نوع جديد من أنواع البراميل المحلية الصناعة الذي يدمج بين البراميل والقنابل العنقودية.
حيث تحدثت عدة تقارير من ريف دمشق مؤخراً عن "انفجارات متعددة" لما يعتقد أنه قنابل عنقودية تستخدم في قصف تلك المناطق، ولم تحدد طبيعتها بدقة حيث اعتقد الكثير من الناشطون أنها قنابل أو صواريخ عنقودية روسية جديدة.
لتكشف أخيراً في فيديو نشر من المعضمية حقيقة السلاح العنقودي الجديد لقوات النظام، حيث تظهر في الفيديو حوامة تابعة لنظام الأسد وهي تلقي أربعة براميل مصنعة محلياً، وخلال سقوط هذه البراميل أخذت خلال كامل مسارها تتشقلب وتدور حول نفسه عشوائياً، ولم تستقر خلال القسم الأخير من مسارها كحال البراميل المعتادة.
عدا عن ذلك ففي موقع سقوطه شوهدت عدة انفجارات متباعدة على مساحة واسعة، وهي أصغر مقارنة بالانفجار الضخم المعتاد للبراميل الذي تلقيه المروحيات منذ سنوات.
براميل (عنقودية)
التدقيق في الفيديو يعطي الكثير من المعلومات حول هذه النوعية التي بدأت قوات النظام مؤخراً باستخدامها.
مشهد سقوط البراميل المميز والبهلواني وإطلاق كل برميل لأربعة (قنيبلات)، يدل على أنه ليس قنبلة عنقودية سوفيتية من النوعيات التي اعتادت طائرات النظام إلقائها فوق المناطق المدنية، لكنها نوعية جديدة من البراميل التي بدأت طائرات النظام بإلقائها مؤخراً.
فلا يوجد أي نوع قنابل عنقودية معروف عن استخدامه قبلاً من قبل قوات النظام يطلق فقط أربعة "قنيبلات"، إضافة لطريقة سقوطها وعدم وجود ما يدل على صاعق تأخيري أو تقاربي لفتح الحاضن.
ما يعني أن قوات النظام بدأت بإنتاج هذه البراميل العنقودية الجديدة، والتي تستخدمها لزيادة مساحة التأثير والأبنية المدمرة بنتيجة البراميل التي تلقيها عادة.
فعندما تلقى تلك البراميل فهي تسقط على عدة أبنية وتنتشر على مساحة أكبر وأوسع.
فوزن البرميل حوالي 500 كغ وقد يصل وزن كل "قنيبلة" تنفصل عنه إلى حوالي 75 كغ، وسقوطها من ارتفاع 5 كيلومترات يعطيها إضافة للقدرة التدميرية الناتجة عن المتفجرات داخلها، قدرة حركية عالية تمكنها من اختراق عدة طبقات من البناء.
و تناثر هذه "القنيبلات" على مساحة واسعة يزيد من قدرتها على إحداث المزيد من الدمار، فكمية المتفجرات فيها إضافة لشدة سقوطها كفيلة بإحداث الكثير من الأضرار في مساحة كبيرة.
حتى الآن اكتشفت خلال فترة قصيرة نوعان من البراميل الجديدة التي صممتها قوات الأسد، قد تكون هذه القنابل هي وجهة نظر الأسد عن الحل ورده على محاولات التوافق السياسي الذي قبلته المعارضة السورية المجتمعة اليوم في الرياض.